القامشلي – زمان الحدث
في حادثة طريفة وقعت في مدينة القامشلي شمال شرق البلاد ، ان اجتمع بعض القضاة ورفعوا مذكرة اعتقال رسمية بحق طبيب بتهمة “احتقار المحكمة” وإحضاره من أجل محاكمته . حسب مصادر محلية ، صرحت لموقع ” زمان الحدث “، نعتذر عن ذكر هويتها لأسباب أمنية ، ان الواقعة جرت يوم السبت الماضي 20.07.2018 ، في المشفى الوطني بمدينة القامشلي ، حيث قرر قاضي صلح الجزاء بالتحقيق و استجواب أحد الموقوفين في سجن المشفى الوطني ، بسبب عدم إمكانية نقله الى المحكمة ، وذلك لصعوبة اجتياز حواجز الأسايش الكرية . فتم اختيار كل من قاضي صلح الجزاء بالقامشلي القاضي محمد حسين الصالح وقاضي صلح الاحداث عادل العزو .
الصورة للاعتذار الذي قدمه العاكوب من أجل التوقف عن ملاحقته .

الصورة للاعتذار الذي قدمه العاكوب من أجل التوقف عن ملاحقته .
وصل القاضيان الى المشفى برفقة العقيد مهند قائد الكتيبة 82 والموقوف ، حيث تم اختيار مكتب الطبيب”عمر العاكوب” للاجتماع والاستجواب، دون علم الأخير بسبب تأخره .
فدخل الدكتور الى القضاة وقام باهانتهم والتلفظ بالفاظ نابية ، حتى وصفهم بالجهلاء ، متناسيا انهم قضاة . فعاد القاضيان إلى المحكمة ، التقيا مع رئيس النيابة العامة ، حيث اصدر الأخير مذكرة توقيف واحضار الطبيب “عمر العاكوب” بتهمة “إحتقار المحكمة”، بحكم ان القانون السوري ينص على ” ان انعقاد الجلسة في اي مكتب على الاراصي السورية، تعتبر محكمة ، وللقاضي الحق بدخول اي مكتب دون استئذان .
فلجأ العاكوب مترجياً داعميه من شيوخ العشائر و ضباط النظام من أجل الغاء مذكرة الاعتقال ، و تم الغائها بالفعل ، بعد ان اشترطت المحكمة ، تقديم العاكوب اعتذارا رسمياً يوضح من خلالها جهله بالقانون واسائته للقضاة .
وجاء في الاعتذار ، أنا الدكتور عمر الجدوع العاكوب مدير الهئية العامة للمشفى الوطني بالقامشلي ، أتقدم باعتذار رسمي للسادة القضاة بالقصر العدلي بالقامشلي عامة و للسيدين القاضيين، السيد القاضي محمد حسين الصالح ، قاضي صلح الجزاء الأول بالقامشلي والسيد القاضي عادل العزو قاضي صلح الأحداث بالقامشلي المنتدب خاصة عن سوء التصرف والتعامل معهم بشكل غير لائق في مكتبي نتيجة “جهلي” بقانون اصول المحاكمات وأتعهد “بعدم تكرار” هذه الحادثة . راجياً قبول اعتذاري .
الدكتور عمر العاكوب من قرية خربة جدوع ” بريف القامشلي ” ومن أشهر الموالين للنظام السوري في القامشلي ، و معروف بعنجهيته مع موظفي المشفى الوطني وقسوته .
العاكوب و قبل عامين تعرض لعملية اغتيال فاشلة ، اثناء ذهابه الى المشفى الوطني ، وبعدها قام رئيس فرع الامن العسكري السابق “العميد علي ذياب” بتخصيص دورية ترافقه من منزله الى المشفى وبالعكس لحمايته من أي اغتيال يتعرض لها .
يذكر ان النظام السوري ومنذ بدء الازمة ، خصيص قسم من المشفى الوطني بالقامشلي الى معتقل، حيث يتمركز في المشفى أيضا دورية تابعة لفرع الامن العسكري بالقامشلي يقوم أفرادها بحراسة المعتقلين والاشراف عليهم، وتفييش المراجعين للمشفى واعتقال المطلوبين وزجهم في السجن المخصص داخل المشفى .